بسم الله الرحمن الرحيم
![]() |
زوار wasfh الاعزاء سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، موضوع تلك المقاله يدور حول مدى تأثير فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعى السلبى على المخ والحاله النفسيه للشباب والمراهقين والأجيال الناشئه خصوصاً والجميع عموماً ، واتخذت من الفيسبوك كمثال فى العنوان والمقاله، لأنه من اشهر اوائل مواقع التواصل التى ظهرت وكذلك من اسوء مواقع التواصل حسب رأى بعض علماء النفس والاجتماع وغيرهما فى المجالات ذات الصله وما ذكر فى بعض الدراسات العلميه ، وذلك على الرغم من الخدمات التى يقدمها لمستخدميه فى المقابل بشكل مجانى ، حيث اصبح من الملاحظ جداً فى العشر سنوات الماضيه وجود اناس مرتبطين بالفيسبوك او غيره من وسائل التواصل بشكلاً مفرط للغايه فى حياتهم اليوميه ليلاً ونهاراً وبعضهما أول مايفعله بعد استيقاظه من النوم حتى قبل الذهاب لدورة المياه يتصفح فيسبوك ،بل حتى اثناء العمل وركوب الموصلات او اثناء السير فى الشارع وهؤلاء من فئات عمريه مختلفه ، وليس المراهقين والاطفال فقط كما يعتقد البعض ، ولكن بالنسبه للأجيال التى ولدت فى مرحلة بداية انتشار الانترنت التجارى وظهور وسائل الاتصال المختلفه عبر الانترنت ، التواصل لديهم عبر مواقع التواصل على الانترنت فيسبوك وغيره أهم بكثير من التواصل الحقيقى وجه لوجه على ارض الواقع وانتقلت هذه العدوى لفئات عمريه اكبر ،وعلى حسب ماذكر كبار علماء واساتذة علم النفس السبب فى ذلك يرجع لأن هؤلاء ولدوا فى تلك الحقبه ولايمكنهما معرفة العالم بدون تلك الوسائل ، مثلما قالت الدكتوره جين توينج Jean twenge /phd استاذة علم النفس الشهيره،مؤلفة الكتاب الشهيرGeneration me
أو المعروف باسمi Gen وهو يدور حول تلك النقطه وانصح بشده بقرائته ،وذكرت الدكتوره جين فى كتابها الرائع هذا أن وسائل التواصل الاجتماعى بالتحديد الاستعمال المفرط لها يزيد من العزله والشعور بالأحباط لدى تلك الاجيال ،كما قالت فى لقاء مصور معها الأتى: " فى بداية عام 1995 كانت بداية انتشار الانترنت بشكل تجارى وذلك الأمر ساهم فى جذب الجيل الذى ولد فى تلك الحقبه لوسائل التواصل الاجتماعى وتعلقهم بها بشكلاً مفرط ومبالغ فيه وهم لا يعرفون العلم أو العالم بدون الأنترنت ،وانها ليست مقتنعه تماما بأن وسائل التواصل الاجتماعى تأثيرها ايجابى بالكامل على تلك الاجيال بل انها ايضا تؤدى للأكتئاب والقلق وعدم الأحساس بالسعاده خصوصاً عند الذين يقضون أوقات طويله على تلك المواقع ويقومون بمقارنة أنفسهم مع الآخرين "،وعموماً معظم علماء النفس فى دول العالم المتقدم يعتبرون أنه يوجد تأثير مباشر للفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعى وانفجار المعلومات على المخ خصوصاً أن المخ هو العضو المسئول عن التواصل الأجتماعى فى جسم الأنسان وهذا يفسر لماذا فيسبوك ووسائل التواصل الأجتماعى انتشرت ذلك الانتشار الهائل خلال السنوات الأخيره لأنها تعمل على المخ البشرى بل اصبحت تغير طريقة التفكير لديه ،والأزمه هنا أن المخ البشرى هو الذى صنع الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعى الآخرى عبر الانترنت لكن للأسف فيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعى تلك أثرت على المخ البشرى خصوصاً لدى الشباب والمراهقين أو بمعنى أدق أعادت تشكيل المخ وطريقة ادائه للتفكير،فمثلاً عندما نتحدث مع أحد فى الواقع وجه لوجه نشارك معه نبرات الصوت واسلوب الكلام وتعبيرات الوجه والأحساس ولغة الجسد ونظرات العين والوقت الذى نقضيه معه وغيرها من الأحاسيس التى يتعامل معها المخ بالأضافه لرد فعل الطرف الآخر وكل تلك الأمور مرتبطه بالفص الأيمن للمخ والذى له علاقه بالذاكره والأبداع والتواصل والأحساس بالعالم المحيط بالأنسان ولا عجب بأن هذا الجزء من المخ له علاقه بالموسيقى والفن والتواصل العاطفى ،وعندما يتواصل الشباب بشكلاً مبالغ فيه ومفرط عبر الفيسبوك أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعى عبر الأنترنت ويكون ذلك عن طريق الكتابه والصور الخ يخسر بالتالى كل وسائل الاحساس الآخرى وبالتالى يعتمد على فص المخ الأيسر أكثر من الفص الأيمن للمخ وهذا يؤثر بالتأكيد على أحساسه بالعالم المحيط به ،وهذا يظهر أكثر فى مسألة التعاطف مع الآخرين ،فمن الملاحظ حالياً وجود نسبه ليست بقليله من الشباب الصغير والمراهقين لم يعد لديهم اى تعاطف مع الآخر او احترام للعادات والأعراف الأنسانيه وعلى سبيل المثال لا الحصر اصبحنا نجد مؤخراً بعضاً من الشباب أو الأشخاص يقومون بتصوير اشياء مروعه وينشرونها على الفيسبوك وحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعى الآخرى،وتلك الأمور اصبحت منتشره كثيراً حالياً فمثلاً فى بداية العام الحالى2019 قام عدد من الشباب السعوديون(طلاب) بتصوير أنفسهم وهم يعبثون ويرقصون مع جثث للموتى احتفالاً بالكريسماس وقاموا بنشرها عبر الفيسبوك ووسائل التواصل وأيضا اصبحنا نجد من ينشر صور للقتلى وتعذيب الناس أو الاغتصاب والتحرش الجنسى او اثناء التنمر، او قتل وتعذيب الحيوانات وغيرها من تلك الأمور التى تظهر عدم الأحساس والتعاطف والأحترام ،وبالمناسبه توجد أبحاث عديده تدور حول تأثير فيسبوك ومواقع التواصل الأجتماعى فى التأثير على حالة التعاطف مع الآخرين لدى الشباب ،من تلك الأبحاث فى city of university of londnon وهو موجود على
بعنوان
ويوجد مثلها الكثير ،وللأسف عندما نفقد التعاطف فأننا نفقد قيمه انسانيه كبيره فى المجتمع ويصبح أمرا معتاد أن نجد بعضاً من الشباب والمراهقين يتمنون القتل والأذى المبالغ فيه لغيرهما عبر فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعى الآخرى لأجل أمور تافهه جداً وسطحيه بالأضافه للأنتشار الكبير للتعصب بمختلف انواعه واشكاله وانتشار الدعوه للعنف والأعمال التخريبيه عبر فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعى الآخرى عبر الانترنت لأسباب مختلفه وذلك بسبب تغير طريقة التفكير لدى هؤلاء ،وبالطبع الأوضاع الدينيه والسياسيه والأجتماعيه والأقتصاديه تساهم ايضا فى تأجيج مثل تلك الأمور ،ولكن العلم يقول أن ذلك له أساس ، كما أن شركات التكنولوجيا وعلماء النفس على درايه كافيه بمدى هذا التأثير خصوصاً على الأجيال الصغيره الناشئه ،وايضا السياسيين وغيرهما من اصحاب الأهداف الآخرى الجماعات السياسيه او غيرها العرقيه والدينيه ،بل وصارا كثيراً من هؤلاء يستخدمون تلك المنصات فيسبوك ووسائل التواصل الأجتماعى الآخرى للترويج لأفكارهم ومعتقداتهم وأعمالهم وتبرير مايقومون به من انشطه بغض النظر عن أهدافهم الحقيقية و كونها مشروعه أما لا، ومن الخطأ ان نعتقد أن ذلك الأمر موجود بالبلدان الناميه وعالمنا العربى فقط ، بل موجود ايضا ببلدان العالم المتقدم الولايات المتحده الأمريكية وأوروبا واستراليا ،حيث باتا ملاحظاً بشكلاً واضح مدى استخدام الجماعات العرقيه المتطرفة التى تعتنق افكار مثل سمو الجنس الأبيض وغيرها من الأفكار المشابهه، لتلك الوسائل الحديثه للتواصل الاجتماعى ،وبدأت النتائج بالظهور على أرض الواقع ،حيث ازداد معدل جرائم الكراهية بمختلف انواعها بتلك البلدان،واصبحت تمثل تهديداً حقيقياً لأمن وسلامة المجتمعات بتلك البلدان،وتمثل تحدياً لثقافة ومفهوم التعايش السلمى والتسامح بين الأديان والأعراق والأصول المختلفه، وكان من اشهر تلك الجرائم التى حدثت مؤخراً جريمة الاعتداء على المسجد فى نيوزيلندا، وحادث اطلاق النيران الأخير فى احد مراكز التسوق بالولايات المتحدة الأمريكية، ما دعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدعوة مسئولى شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى وفيسبوك لاجتماع فى البيت الأبيض،لمناقشة استغلال الجماعات العرقيه المتطرفه لتلك الوسائل وسبل الحد منها ومواجهة تلك الظاهره الخطيره، وقد قال الدكتور دانج سيجل وهو أحد اشهر المتخصصين فى علم النفس فى حوار مصور عن كيفية تأثر المخ بالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعى والفيسبوك خصوصاً أن التفاعل عبر تلك الوسائل لايكون سوى بنص كتابى وصوره وفيديو وعدم وجود تفاعل اجتماعى حقيقى حيث قال ما معناه الأتى: " من منظور المخ الفرق بين رسالة البريد الالكترونى ومواقع التواصل الاجتماعى بالمقارنه مع التواصل الحقيقى على ارض الواقع وجها لوجه هو أمر بالغ الأهميه ،وقد أثبتت الدراسات أن هناك فارق كبير بين أن تتواصل مع شخص وجها لوجه مع تواصل بصرى حيث انك تشارك التعبيرات الخاصه بالوجه ونبرة الصوت واسلوب تعامل الشخص ولغة الجسد والوقت الذى تقضيه معه وايضا ردود الأفعال وتلك تعتبر 7اشارات النظر فى العين وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت ووضعية الجسم والايماءات والوقت وشدة التأثير أذا تذكرت هذا فهى فعلاً مفيده لأنك سترى ماتفتقده مسألة ارسال رساله او نص او معظم الطرق الآخرى المتبعه على وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة " ، ومع تطور الأبحاث العلميه على المخ البشرى أكتشف الباحثين أن الفص الأيمن من المخ هو المسؤول عن العاطفه والتواصل مع المجتمع والأحساس بالعالم المحيط اصبح ينحسر وهذا يؤدى الى جعل الأجيال الناشئه والقادمه سطحيه ولايوجد لديها أى عمق فى التفكير أو حتى فى الأحساس بالآخرين حيث ذكر أحد هؤلاء الباحثين فى وثائقى مصور ما معناه الأتى :" انك عندما تتفاعل مع هاتفك أو اى شىء خارجى فأن الأجزاء الخاصه بأحلام اليقظه فى المخ وما يتعلق بها يتم أغلاقها وأن الاجابه تكمن فى المخ حيث الأجزاء المسئوله عن تعلم العاطفه به تصير كالفارغه وأن تلك الاجزاء تكون فعاله عندما يتعمق الشخص فى أحلام اليقظه وهذا ما لم يعد يفعله جيل اليوم ،ولقد اصبح الأطفال اليوم مندمجين مع هواتفهم واجهزتهم الذكيه والانترنت وبالتالى صاروا لايعملون على تنشيط تلك الأجزاء من المخ وهذا أمر مهم فى الأنعكاس النفسى والتفاعل مع الآخرين وتؤدى للعاطفه فى النهايه " ، وذكر كثيراً أن فيسبوك ووسائل التواصل الأجتماعى الآخرى لها تأثير على أدمغة الشباب والمراهقين مثل تأثير الأدمان السلوكى خصوصاً انها تجعل المخ يفرز مادة الدوبامين المسئوله عن الأحساس بالسعاده مع أمور مثل اللايكات الكثيره والاعجابات والكومنتات والشير وزيادة أعداد المتابعين وغيرها من الامور المشابهه ، وهذا أصبح ملاحظ بشكلاً واضح جداً فى السنوات الأخيره ليس مع الشباب الصغار والمراهقين فقط بل مع فئات عمريه آخرى ، حيث أصبحنا نجد كثير من ألاشخاص يعطى قدراً كبير جداً واهميه شديده جداً لمثل تلك الأمور بل أن هناك اشخاص على مواقع الفريلانسر أوما يعرف بمواقع تقديم الخدمات عبر الانترنت يطلبون شراء متابعين ولايكات وجمهور على فيسبوك او تويتر يبدى أهتماماً بهم ويشجعهم ويتفاعل معهم ويدفعون مقابل ذلك أموال on line بحجة أن ذلك يشعرهم براحه نفسيه ويشجعهم ويجعلهم أكثر سعاده ،وعلى الرغم من أن كثير من الاجيال الاصغر من الاطفال والمراهقين حالياً اصبحت منصة تيك توك لها شعبيه كبيره لديهم وايضا منصات سناب شات وانستجرام لها شعبيه اكبر لديهم من منصة فيسبوك بل كثيره منهما بدء بهجرته ألا أن كل تلك المنصات يمكن أن نعتبرها واحده وتمتلكها شركه واحده ماعدا منصة تيك توك مازالت تابعه للصين وتحاول شركات التقنيه الكبرى فى الولايات المتحده والغرب احتوائها لأنهما يعتقدون أن دخول الصين هذا المجال ، مجال شبكات التواصل الاجتماعى بهذا الشكل المبتكر المتمثل فى تيك توك بمثابة تنين عملاق سيبتلع ويقضى على منصاتهم وشركاتهم العامله فى هذا المجال ، وبالفعل نجد معظم الاجيال الحديثه فعلاً هجروا منصة فيسبوك ولا ينجذبوا لها ، ويفضلون منصة تيك توك ، وينصح كبار خبراء التقنيه المتعلقه بتكنولوجيا الأتصال عبر الأنترنت وعلماء النفس والاجتماع بضرورة أن يتم تغيير الأسلوب الخاطىء الذى يستعمل به الأطفال والمراهقين والشباب مواقع التواصل الاجتماعى عبر الانترنت وتطبيقاتها المختلفه التى من أكثرها سوءاً على الاطلاق فيسبوك حيث يعتقدون بأنه بترك الوضع على ماهو عليه حالياً اننا نساهم على خلق جيل سطحى لأبعد مدى ممكن وتلك مسئولية الاسره والمجتمع والدوله والتربيه والتعليم ،ولو نظرنا الى تقارير منظمة اليونسكو لوجدنا أن المهارات المطلوبه للقرن الحادى والعشرين معظمها غير متوافر لدى كثير من الأجيال الصغيره والناشئه بالوقت المعاصر وأهمها مهارات الأتصال الأمثل والأبداع وعلى الرغم من أنهم ولدوا فى عصر ثورة تكنولوجيا الاتصالات والانترنت المتسارعة التطور لكن معظمهما لا يدرك كيفيه الأستخدام المثالى لتلك التكنولوجيا بما يفيد مصالحهم للأسف الشديد ،وستكون تلك الأجيال بمثابة ضحيه للأسره والمجتمع والدوله والتربيه والتعليم لأنهم لم يقوموا بما يلزم من أجل توعيتهم ، ويعتقد بعض الباحثين الكبار بأنه من الممكن أن تشهد البشريه مستقبلاً أكبر انهيار اجتماعى فى تاريخ نشأتها لو لم نتمكن من دراسة ومعرفة تأثير تكنولوجيا الاتصال والتواصل عبر الأنترنت على تلك الأجيال وكيفية مساندتهم ودعمهم بالتعليم والتدريب والاحتواء بدلاً من أن نتركهم كروبوتات لتلك التكنولوجيا وصناعها سواء كانوا فى الغرب او الشرق او اى مكان كان ، حيث ينبغى أن نعلمهم كيف يحتوون تلك التكنولوجيا ويستغلونها لمصلحتهم وليس العكس .
تعليقات
إرسال تعليق
نهتم بتعليقاتكم ورأيكم سواء كانت متفقه او مختلفه