بسم الله الرحمن الرحيم
زوار wasfh الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، سنوضح لكم فى تلك المقاله بإيجاز بسيط قدر الأمكان مفهوم حروب المعلومات او مايسميه البعض الحروب الالكترونيه أو حروب النطاق الخامس أو الحيز ألافتراضى بشكلاً عام ، وكذلك هذا المفهوم فى ضوء قواعد القانون الدولى ،وما المقصود من تلك الحروب وهل تشكل جيل جديد من اجيال الحروب حيث كثر الحديث فى العشرون عام الاخيره عن تلك الأمور الشائكه والتى أثير حولها الكثير من الجدل ،وكان الفيلسوف المشهور ألفين توفلر Alvin toffler الذى توفى عام2016 قد قال أن البشريه تمر بموجات من الثورات تحدث فى دورات معينه فى المجتمعات وبدأت تلك الثورات بثلاث حيث كما تعلمون الثوره الزراعيه التى حدثت فى العصور السحيقه والتى غيرت من شكل البشريه بشكل كبير جداً حيث حولت المجتمع من مجتمع كان قائم على الصيد بحد ذاته وقضت عليه وحولته لمجتمع قائم على الزراعه ، ثم بعد ذلك فى العصور الحديثه ظهرت الثوره الصناعيه حيث أوجدت تلك الثوره حاله غريبه وجديده على مستوى الانتاج والمنتجات و أسلوب المعيشه وكذلك فى وسائل الاعلام واشكال الدعايه التى ظهرت حينذاك مصاحبه لها وكذلك انواع جديده من الاسلحه كان من ضمنها اسلحة الدمار الشامل ، وبالتالى أوجدت مجتمعات جديده مختلفه تماماً عن المجتمعات التى وجدت قبل ذلك ، من حيث أسلوب المعيشه وأسلوب ووسائل الانتاج جراء ظهور الآلات والمعدات الحديثه التى أدت ألى القضاء على الكثير من المهن والحرف وانقراضها وكذلك أسلوب حروبها وأسلحتها الجديده ، ثم جاءت بعد ذلك ثورة التكنولوجيا والتى تعتبر الموجه الثالثه لتغيير المجتمعات حيث تم تسمية هذا العصر بعصر المعلومات ،ويذكر الكثير من الناس أن تلك الثوره والموجه قد انتهت بالفعل ، حيث نعيش الان فى عصر الثوره الصناعيه الرابعه أو الموجه الرابعه للمجتمعات حيث فى تلك الموجه لما يعد فيها فروقات حقيقيه بين العنصر المادى والعنصر الافتراضى بمعنى أنك تعيش فى الفضاء الافتراضى والفضاء المادى ولكنك غير قادر على التفرقه بينهما ، ولو نظرنا بدقه أكثر الى ذلك المعنى سنجد أن ألانسان ذاته أصبح متصل بالعالم الافتراضى(الانترنت) بشكلاً مكثف بداية من الاجهزه الطبيه مثل الاجهزه التى تتحكم بضربات القلب ومضخات الانسولين وغيرها من التقنيات المتعلقه بمتابعة الحاله الصحيه ، وكذلك تقنيات الجى بى أس وغيرها ، وكذلك نفس الأمر للأجهزه المنزليه الذكيه كالثلاجات والغسالات الحديثه والهاتف والتليفزيون والسيارات الحديثه وغيرها من وسائل المعيشه الحديثه والذكيه حيث أصبحت كل تلك الاجهزه متصله بالانترنت ،وكذلك اصبح الانسان مرتبط ارتباط نفسى ومعنوى كبير بوسائل التواصل الاجتماعى الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل ، وكما هو معروف كلما تطورت التكنولوجيا وتدخلت بمجال المعيشه اصبحت بالتالى حياتنا أسهل وأفضل ،ولكن فى ذات الوقت نصبح فى عرضه لمزيد من المخاطر من انواع واشكال جديده ومختلفه ، فمثلاً لو تم تطوير السياره الذكيه بحيث عندما ترغب بالذهاب لمكان معين بدلاً من قيادتها تقوم بكتابة اسم المكان مثلاً أو أمر معين من خلال برنامج او تطبيق موجود بهاتفك الذكى ثم تقوم السياره بتوصيلك لهذا المكان بدون أى تدخل منك ، بالتأكيد سيكون ألامر اسهل كثيراً حيث ليس عليك سوى أعطائها الامر من خلال هاتفك ثم تجلس أو تسترخى بداخلها لو كنت مرهقاً حتى تصل بك لواجهتك فتنبهك بالوصول وتفتح لك الباب ، ولكن ماذا لو قام طرف أخر شخصاً ما أو هكر باختراق تلك المنظومه الذكيه للسياره واستطاع التحكم بها والسيطره عليها وأنت بها تخيل ما الذى قد يحدث حين ذاك‘ فعلى سبيل المثال لا الحصر كما من شركه أو مؤسسه كبيره أومصنع ببلد ما تعرض للأختراق والامثله والحوادث كثيره وبذات الوقت ظلت تلك المؤسسه لوقتاً ما لا تعلم بأنه تم اختراقها حتى يقوم المخترق بفعل معين واضح و مؤثر ، والاختراق المقصود هنا يختلف من جوانب عديده ، فمثلاً قد يكون الكيان المستهدف مؤسسه صغيره او كبيره وقد تكون محليه او عالميه ، وايضا قد يكون الاختراق منظم ومحكم ومدبر من طرف متخصصين بالمجال ذوو الصله ، مرتبطين بدول معينه أو منظمات أو شركات ، وايضا قد يكون الاختراق من جانب هواه أو اناس عاديين يكون لهما اغراض مختلفه وهذا يحدث احياناً ، وكمثال على الاختراقات التى تمت من طرف اناس عاديين أو هواه ،الاختراق الذى تعرضت له الشركه المصريه للأتصالات(حالياً TEDate(we عام 2015 وهى اكبر مقدم لخدمة الانترنت فى مصر وهى بمثابة المزود الرئيسى لخدمة الانترنت بمصر حيث قمت مجموعه باختراق منظومة الشركه وقاموا برفع السرعه لمشتركين وخفضها لمشتركين آخرين وقاموا بقطعها عن أخرين وقاموا بالأستيلاء على بيانات العملاء وقاموا بنشر بعضها على الانترنت وقاموا بارسال رسائل للمشتركين بالشركه من خلال اجهزة الشركه ذاتها تطالبهما بالمقاطعه بمعنى قاموا بالسيطره تماماً على منظومة الشركه وفرضت الشركه ووزارة الاتصالات المصريه تعتيم اعلامى كامل على تلك الهجمه الالكترونيه أنذاك ،وللعلم توجد حالات لمؤسسات وشركات كثيره كانت لاتعلم بأنه تم أختراقها ، حتى حدوث فعل معين ضار بها ،وهذا بسبب أن جميع الاجهزه المتحكمه بتلك المؤسسه متصله بالانترنت وتم ذلك الاختراق من خلال آخرين قرروا القيام بذلك لغرض ما أى كان تعطيل تدمير تجسس سرقه الخ ، والسؤال المطروح هنا هل يمكن أن يعتبر هذا الأمر نوع من انواع الحروب او اعتداء طبقاً للقوانين؟ بالتأكيد نعم يعتبر كذلك ، وفى السنوات العشر الماضيه وماقبلها وفى العصر الحالى عموماً أصبحت البنيه التحتيه الحرجه للدول كشبكات التحكم فى الكهرباء وشبكات التحكم فى السدود ومحطات المياه والمفاعلات النوويه وقواعد البيانات المختلفه وشركات الاتصالات والمؤسسات الماليه كالبنوك والبورصه وغيرها من البنى التحتيه للدول هدف للهجمات الالكترونيه ، حيث أصبحت تلك البنيه التحتيه فى هذا العصر الذى يسميه البعض الثوره الصناعيه الرابعه متصله بالانترنت، حيث بشكلاً ما او بأخر جزء منها مرتبط بالانترنت وجزء منها يتحكم به بواسطة الكمبيوتر ، أذا هل تلك الهجمات الالكترونيه على تلك البنىيه التحتيه واختراقها يعتبر فعل من افعال الحرب أو يمثل اعتداء؟ وتكون الاجابه هنا بنعم يعتبر كذلك ،وبخصوص الفضاء الافتراضى أو الالكترونى والذى لايفرق كثيرين بينه وبين الواقع المادى هو يمكن أن يكون نطاق للأعمال الحربيه كذلك وسماه البعض بالنطاق الخامس وقاموا بتقسيم هذا الفضاء الالكترونى أو هذا النطاق بداية من البنيه التحتيه للأتصالات والمتصل بها الجانب الحرج من البنيه التحتيه والجانب المنطقى من البيانات وخلافه والجانب الخاص بالبشر والناس التى تستخدم هذه التكنولوجيا ،وعلى حسب ماظهر وذكر فى أحد الاعلانات الدعائيه الخاصه بالبحريه الامريكيه فأن هذا الفضاء الالكترونى او الافتراضى او السيبرانى سماه ما شئت المهم سيكون هذا النطاق الخامس هو ما ستحدث فيه حروب المستقبل أما نربح أو نخسر حيث نطاقات المعارك التقليديه البحر والارض والجو والفضاء كل من هذه النطاقات الاربعه له حدود تفصل كلاً منه عن الاخر أما هذا النطاق الخامس الفضاء الالكترونى فلا حدود له هذا ماتم ذكره بالنص فى أعلان الدعايه هذا الخاص بالبحريه الامريكيه ،حيث هذا الفضاء يشكل بعداً أخرأو نطاق جديد للحروب حيث هما يعتبرون أن بعض الافعال المعينه التى يمكن أن تحدث بهذا الفضاء أو النطاق يمكن أعتبارها نوعاً من انواع الحروب ، وبالتالى السؤال الذى سيطرح هنا هل يعتبر زراعة فيروس أو مالوير فى شبكه أو بنيه تحتيه تابعه لدوله معينه اداه من أدوات الحروب الالكترونيه الحديثه ؟ تكون الاجابه هنا بكل تأكيد نعم ، والسؤال الثانى هنا هل الاعتداء على مركز تحكم الكترونى خاص لأى غرض لدوله ما بالطائرات أو الصورايخ مثلاً وتدميره يعتبر فعل من أفعال الحرب الالكترونيه أو حروب النطاق الخامس ؟ وتكون الاجابه هنا لا وهذا طبقاً للأستراتيجيه الخاصه بالحروب الالكترونيه طالما لم تستخدم أدوات النطاق الخامس للحروب فبالتالى لاتعتبر من حروب النطاق الخامس أو الفضاء الالكترونى حيث أستخدمت هنا وسيله ماديه للتدمير وهى الطائره ، وهناك بعض النظريات فى عالم الحروب التى تقول أذا كان تأثير الاعتداء الالكترونى يساوى أو يمكن مقارنته باعتداء مادى فهو يعتبر فعل من افعال الحرب فمثلاً مصنع به نظام الكترونى للأنتاج وتعرض هذا النظام الخاص بالمصنع لهجوم الكترونى بواسطة فيروس أو مالوير أدى لتدميره ، نفس النتيجه التى حدثت عندما قام شخص ما بسلاح معين بمهاجمة المصنع ونجح فى تدميره .
حروب المعلومات والنطاق الخامس من وجهة النظر الغربيه والروسيه
هناك صراع قائم بين الولايات المتحده الامريكيه وروسيا فى هذا النوع من الحروب حروب النطاق الخامس ، بالأضافه الى انه لايوجد أتفاق دولى على تعريف مفهوم الحروب الالكترونيه أو النطاق الخامس حتى الان ، حيث يسميه البعض بحروب المعلومات Information warfare والبعض الاخر يسميها حروب الفضاء الالكترونى او السيبرانى Cyperwarfare خصوصاً فى الولايات المتحده والدول الاوربيه المدرسه الغربيه ، وبخصوص هذا الأمر توجد مدرستين المدرسه الروسيه حيث صرح الجنرال الروسى فلاديمير كفتشكوف بالقول بأنه يوجد نوع جديد من الحروب حيث أن الحروب التقليديه سوف تندثر وسيظهر نوع جديد من الحروب ستسمى هذه الحروب بحروب المعلومات Information warfare حيث فى المدرسه او النظريه الروسيه لايوجد مايسمى بالفضاء الالكترونى أنما كل شىء بالنسبه لها معلومات حيث يعتبرون المعلومات أما انها اداه للحرب أو انها هدف للحرب أو انه نطاق يحدث به فعل الحرب وبهذه المناسبه المدرسه الروسيه بهذا الأمر تعتبر أحداث ما سمى الربيع العربى التى اندلعت فى نهاية عام2010 وبداية2011 جزء من حروب المعلومات التى حدثت بالشرق الأوسط ،أما المدرسه الامريكيه فهذا الموضوع بها معقد نوعاً ما ، و يتعاملون مع هذا الموضوع على انه يوجد مايسمى بحروب المعلومات يتداخل بها مايعرف بحروب الفضاء الالكترونى Cyper warfare والتى تستهدف البنيه التحتيه للدول وكذلك الانظمه المختلفه والتى بها عمليات معلومات قد تحدث فى الفضاء الالكترونى وبالتالى تندرج تحت حروب المعلومات الالكترونيه وبالتالى فهذا المفهوم الامريكى لهذا الموضوع ليس سهل كالمفهوم الروسى الذى يعتبر كل الموضوع حروب معلومات ،حيث المفهوم الامريكى الذى اعتبر انه يوجد نطاق جديد النطاق الخامس حيث هما يروون من وجهة نظرهم مايحدث فيه حروب من نوع وشكل مختلف وجديد ، وبالتالى فهما يضعون نظريات وقواعد معينه خاصه بهذا النطاق ، حيث ذلك غير موجود بالنظريه والمدرسه الروسيه ، وهناك أمثله عديده لذلك الموضوع منها الهجوم الالكترونى الواسع الذى شن على البنيه التحتيه بدولة أستونيا عام2007 حيث أصيبت تلك الدوله اثناء ذلك الهجوم بالشلل التام تقريباً حيث توقفت القطارات والمطارات والبنوك والبورصه وغيرها من المؤسسات عن العمل وتعطلت تماماً جراء هذا الهجوم الالكترونى ، وتدخل حلف الناتو للتحقيق بهذا الهجوم ، واتهم حلف الناتو صراحة وبوضوح روسيا بأنها تقف وراء هذا الهجوم الالكترونى ، وتم تكرار نفس سيناريو هذا الهجوم الالكترونى الذى تم ضد أستونيا على دولة جورجيا عام2008 حيث كان له نفس النتائج من حيث التأثير حيث أصيبت مؤسسات الدوله بالشلل التام ،واتهمت ايضا روسيا بتنفيذ هذا الهجوم الالكترونى ،وفى عام 2010 ظهر فيروس Stuxnetالذى أستهدف مفاعل بوشهر النووى فى أيران وللعلم فيروسstuxnetكان اكثر تعقيداً بعشرين مره من أى فيروس سبقه فى تلك الفتره من حيث التأثير على انظمة التحكم فى البنيه التحتيه والحاق الأذى بها حيث قال البعض بأن هذا الفيروس يحتاج لموارد دول وليس أفراد لصناعته واتهمت الولايات المتحده الامريكيه واسرائيل بتصنيع هذا الفيروس أنذاك ، ونجح هذا الفيروس stuxnet فى اختراق نظام SCADA الذى صنعته شركة سيمنز الالمانيه ، على الرغم من أن اجهزة المفاعل المستهدفه لم تكن متصله بالانترنت ، وذكر البعض أن هذا الفيروس تم إيصاله لأجهزة المفاعل المستهدفه من خلال ذكراه خارجيه فلاش ميمورى من خلال احد العملاء ، وللعلم قد يكون وصل بطريقه آخرى وليس بتلك الطريقه ، ومن ثم وبعد كل تلك الحوداث وغيرها ، اعتبر ذلك بدايه فى الجدل الذى بدأ يحدث حول المسأله القانونيه فى استخدام مثل تلك الادوات فى مهاجمة البنيه التحتيه للدول التى قد ينتج عنها قتل أو تدمير او تعطيل وما الى ذلك حيث هنا بدأت المشكله باستخدام تلك الادوات والوسائل الالكترونيه للتأثير فى العالم المادى الواقعى والاضرار به وهذا الجانب يمثل نوع من الخطوره ،والمشكله حالياً أصبحت فى أنتشار أكواد تلك الفيروسات والبرامج الضاره حول العالم مثل كود فيروسstuxnet وغيره ، حيث كما تعرضت ايران لهذا الفيروس ، قيل ايضا انها تمكنت من معرفة الكود الخاص به والتعديل عليه وتم اتهامها باستخدامه فى مهاجمة اهداف بمنطقة الشرق الأوسط ودول الخليج وكان من ضمنها استهدافها لأنظمة التحكم فى شركة أرامكو السعوديه للبترول حيث لحقت بها اضرار فادحه جراء ذلك الهجوم الالكترونى ،وفى العام 2017 تم شن مجموعه واسعه وكبيره من الهجمات الالكترونيه الشرسه على مصالح ومؤسسات حيويه عده حول العالم بفيروس الفديه الشهير اريد البكاء.
حروب النطاق الخامس والتأثير النفسى والمعنوى على المجتمعات والشعوب
وكما ذكرنا لكم سابقاً مدى التأثير والضرر المادى الذى قد تحدثه حروب المعلومات والنطاق الخامس على أرض الواقع ، ايضا يمكنها أحداث تأثير نفسى أو معنوى معين على الاشخاص أو المجتمعات أو الشعوب أو حتى أستهداف فئات معينه من المجتمع نفسياً ومعنوياً وهذا أصبح ملاحظ بشكل كبير حالياً حيث تلعب وسائل التواصل الاجتماعى الاكثر انتشاراً ، الفيسبوك وسيلة التواصل الاكثر أقبالاً من الناس خلال الاعوام الماضيه الدور الاكبر فى ذلك الامر ، والامثله والحوداث كثيره لمعرفتها يكفى فقط مطالعة وكالات الانباء ونشرات الاخبار ، ومنذ أكثر من ألفين عام قال المحارب والفيلسوف الصينى القديم سون تزو sun tzu ليس من قمة التميز أن تهزم الخصم فى مائة معركه ولكن قمة التميز أن تهزم الخصم بلا معركه ، وكذلك قال نابليون بونابرت هناك قوتان فى هذا العالم الكلمه والسيف وفى النهايه ستنتصر الكلمه ، أذا اقوال هؤلاء تعنى أن موضوع الحروب النفسيه والمعنويه موضوع قديم وليس بجديد ، ولكنا الجديد فيه أنه تطور بتطور التكنولوجيا واصبح يستخدم بشكلاً واسع ومن الجميع سواء الحكومات والدول أو الجماعات و احياناً الاشخاص ، فعلى سبيل المثال أصبحت العديد من الجماعات التى لها اهداف معينه سياسيه معارضه الخ تستخدم هذا النوع من الحروب للدعايه والترويج لأفكارها ومبادئها أيا كانت وأجتذاب المزيد من المؤيدين لها أو أشعار الأخرين بوجودها وقوتها حيث تقوم بعض تلك الجماعات بهجمات الكترونيه على مواقع تابعه لجهات دوليه أو مؤسسات حكوميه ويستخدموا مثل تلك الافعال كنوع من الدعايه لأيهام الأخرين بمدى قوتهم وما يمكنهم فعله كما تلجأ بعض الجماعات فى بقع مختلفه من ألارض لنشر فيديوهات دعائيه لبث الرعب وترويع ألاخرين أو اثبات مدى قوتها ،والامثلة هنا كثيره فمثلاً فى سنوات الاحتلال الامريكى الاولى للعراق 2003 حتى 2006 استخدمت فصائل المقاومه العراقيه هذا النوع من الحروب عبر الأنترنت ، واستخدم ايضا هذا النوع من الحروب من طرف العديد من الجماعات الارهابيه فى شتى انحاء العالم ، واستخدم ايضا هذا النوع من الحروب بعض الجماعات المتمرده فى دول أمريكا الجنوبيه وغيرها من دول العالم ، كما استخدمت دول عديده هذا النوع من الحروب لتحقيق أغراض مختلفه ، وبالمناسبه هناك قضيه كبيره أثيرت وحظيت باهتمام بالغ على مستوى العالم عموماً والولايات المتحده الامريكيه خصوصاً وهى قضية التأثير الروسى على الناخبين الأمريكيين فى الانتخابات الامريكيه عام 2015 التى فاز بها الرئيس الامريكى دونالد ترامب ودور الفيسبوك بها ،ويمكنكم معرفة و متابعة تفاصيل هذه القضيه من خلال وسائل الاعلام والقنوات الاخباريه ،وكما ذكرنا لكم سابقاً هذا النوع من الحروب النفسيه والمعنويه تستعملها الحكومات والمنظمات والجماعات كلاً وكفائته وقدراته ، وقد قام حلف الناتو بأصدار منشور مهم حول ذلك الأمر يتحدث فيه عن دور وسائل التواصل الاجتماعى فى الحروب الهجينه حيث الحروب الالكترونيه تعد نوع منها ،كما ذكر ايضا فى تسريبات سنودن الشهيره أن بعض الدول لديها ما يشبه او مايمكن ان يطلق عليه أسم الكتائب الالكترونيه تستخدم فى الحروب النفسيه ،كما أصدرت جامعة أوكسفورد بأنجلتر عام 2017 بحث أسمه
computational propaganda research project
عن البروباجندا او الدعايه الالكترونيه الهجينه التى يقوم بها البشر كتائب الكترونيه من الناس مثلاً بالاضافه الى برامج الذكاء الاصطناعى والكمبيوتر، حيث مثلاً قد يتواصل شخصاً مع اخرين عبر الفيسبوك ويتفاعل معهم ويتأثر بهم وهو يظن أن هؤلاء بشر مثله ولكن فى الحقيقه يكونوا مجرد برامج كمبيوتر او ذكاء اصطناعى وهو لايدرى وهذا الموضوع منشور بهذا البحث ومشروح بالتفصيل ، والبحث يوضح ايضا كيف يمكن أستخدام مثل هذه الادوات الحديثه فى التأثير على الرأى العام وميوله حيث أصبح هذا واقع وتم أثباته بأبحاث علميه.
الحروب الالكترونيه والقانون الدولى
واخيراً نصل هنا لمسألة الجانب القانونى لهذا الأمر حيث به خلاف كبير حيث لايوجد قانون ليحكم مايحدث من صراعات فى هذا الفضاء الالكترونى للأسف الشديد ، ولكن أقترح بعض المنظرين أن يتم تطبيق مايسمى بالحروب العادله على الحروب الالكترونيه و أشهر مايمكنه أن يحكم الحرب العادله هو ميثاق الأمم المتحده وهنا نتسائل هل مايحدث بهذا الفضاء أو الحيز الالكترونى أيا كان أسمه هل نستطيع أن نطبق عليه ميثاق الأمم المتحده هذا هو التحدى الصعب والاكبر ،وبالنسبه لميثاق الأمم المتحده يعتبر الهجوم الالكترونى اعتداء بالقوه أذا كان له تأثير على حياة البشر مثل التأثير الذى قد تحدثه الحرب التقليديه بألاسلحه التقليديه او الكيميائيه او النوويه او البيولوجيه، حيث كما ذكرنا سابقاً أذا تم أستهداف أيا من البنيه التحتيه الحيويه الخطيره والمؤثره والتى قد ينتج عنها اضرار مدمره بالبشر كالمفاعلات النوويه أو غيرها من البنيه التحتيه الحرجه يعد هذا نوع من انواع الحرب طبقاً لميثاق الأمم المتحده ، ومن اشهر الابحاث القانونيه التى صنعت لهذا الأمر مايعرف بـ
Tallinn Manuel and international law
التى دعا حلف الناتو مجموعه من كبار الخبراء لصياغتها ،والتى تحدثوا فيها عن القوانين الدوليه وكيفية تطبيقها على الحروب الالكترونيه او مايسمى بحروب المعلومات ، حيث وضحت متى يتم أعتبار الافعال التى تحدث فى هذا الفضاء او الحيز فعل من افعال الحرب طبقاً للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحده .
أعرف ايضا:
تعليقات
إرسال تعليق
نهتم بتعليقاتكم ورأيكم سواء كانت متفقه او مختلفه